المصدر:
Ⅶ القاهرة – آلاء عثمان
التاريخ: 10 يونيو 2019
جزءٌ من الذاكرة الوجدانية والفنية لمصر، وجامعة حية يستطيع زائرها أن يطالع ويستشعر روح آبائه وأجداده وتاريخه، كمادة إبداعية أصيلة للفن، وكقاعدة انطلاق في عوالم الإبداع التشكيلي، هذا باختصار متحف الفنان محمود سعيد، أحد الفنانين التشكيليين الذين أثروا ذاكرة الفن العالمية، وصاحب أغلى لوحات بيعت لفنان عربي.
Ⅶ القاهرة – آلاء عثمان
التاريخ: 10 يونيو 2019
جزءٌ من الذاكرة الوجدانية والفنية لمصر، وجامعة حية يستطيع زائرها أن يطالع ويستشعر روح آبائه وأجداده وتاريخه، كمادة إبداعية أصيلة للفن، وكقاعدة انطلاق في عوالم الإبداع التشكيلي، هذا باختصار متحف الفنان محمود سعيد، أحد الفنانين التشكيليين الذين أثروا ذاكرة الفن العالمية، وصاحب أغلى لوحات بيعت لفنان عربي.
يقع متحف محمود سعيد في مدينة الإسكندرية، مسقط رأسه، وبزيارتك له حال تصادف وزرت مصر، فبمجرد أن تلقي نظرة على مبناه الكبير من الخارج، تشعر وكأنما عبرت الحواجز الزمنية، لتمضي سريعاً إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، فهو تحفة معمارية فريدة، يغلب عليها الأسلوب الإيطالي، يضم بين جدرانه أهم لوحات سعيد ومقتنياته الشخصية المرسومة والمكتوبة، ومن أشهرها، لوحة افتتاح قناة السويس، التي تصوِّر وتسجِّل الحدث التاريخي لافتتاح القناة في عهد الخديوي إسماعيل، وصورة للملكة فريدة في مراحل عمرها الأولى.
إطلالة عالمية
يضم المتحف بين جدرانه 40 لوحة من أبرز أعمال الفنان محمود سعيد، تغوص في أعماق المجتمع، لتمنحه إطلالة عالمية، حيث تمثل أعماله إحدى الدعائم الأساسية في بناء الفن التشكيلي الحديث بمصر منذ أوائل القرن الحالي، إذ عالجت العديد من الموضوعات والقضايا، وعلى رأسها إبراز الحس الوطني، ورموز الشعب باختلاف طوائفه، كذلك المناظر الطبيعية للبيئة المصرية الساحلية، وقد أولى محمود سعيد اهتماماً كبيراً بالمرأة، التي اعتبرها وجوداً حقيقياً لكل الأشياء، ورمزاً للهوية القومية والوطنية.
ومن أشهر لوحاته «بنات بحري، بنت البلد، الدراويش، بائع العرقسوس، الصلاة، الخريف، ذات الرداء الأزرق، الشحاذ، ذات الجدائل الذهبية، الشادوف»، وقد حققت العديد من هذه اللوحات، ملايين الدولارات عند بيعها، وهو ما لم يحققه أي فنان تشكيلي في منطقة الشرق الأوسط.
نموذج جديد
ويرى المهتمون بالفن التشكيلي، أن الأعمال التي رسمها محمود سعيد، بدءاً من منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات، تعد نموذجاً لتوظيف الأساليب الغربية عن الذات الفردية والقومية، وبداية من الأربعينيات، بدأ فنه يتمركز حول البورتريه، الذي استغله ليعكس ملامح الإنسان المصري، ويغوص في عمق النفس البشرية، ويبرز ما يدور في خلجات الإنسان، من خلال ملامحه الخارجية، فكانت تعبيرات الوجه في لوحاته بارزة بصورة كبيرة، وقد استمرت هذه السمة في لوحات سعيد، ليدخل في الخمسينيات في مرحلة فنية جديدة، ولتتخذ لوحاته بُعداً مختلفاً، فتختفي المشاعر المتأججة من رسوماته، وظهرت الرسومات الطبيعية الواسعة، وركزت لوحاته بشكل عام على البُعد الثالث من خلال الإضاءة.
وفي هذا السياق، يُشير الدكتور حمدي أبو المعاطي، نقيب الفنانين التشكيلين، إلى عدد من السمات الأساسية في إنتاج محمود سعيد، من بينها استخدامه للمسطحات الكبيرة والمتوسطة، ويلي ذلك استخدامه للمسطحات الصغيرة، نافياً أن يكون هناك خليفة يتبع فكره وأسلوبه، وهذا ما يُميزه.
وأضاف أن أعمال سعيد لها قيمة مادية عالية، وهي أعمال تشكل الفكر المصري ووجدانه، وعرضها بالمتحف والترويج لها، سيصبح أحد أهم مصادر دخل السياحة الثقافية، لافتاً إلى أنه في بداية الألفية ونهاية التسعينيات من القرن الماضي، كانت تجوب لوحات سعيد العالم، ويتم عرضها في المعارض، من خلال العلاقات الثقافية الخارجية، وهو ما بات غير موجود الآن، قائلاً: «من الأفضل أن تظل هذه الأعمال في متحفها بالإسكندرية، ويأتي الجمهور إلى زيارتها، لندرتها، وحمايةً لها من التزوير، وحتى يصبح لها وضع على الخريطة السياحية داخل مصر».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق