توج جاليري الزمالك بالقاهرة تاريخا تشكيليّا يمتد لأكثر من 20 عاما للفنانة المصرية وسام فهمي، واختار عنوانًا احتفائيًا خاصا بالفنانة، وهو "فراشة الفن التشكيلي"، للمعرض الذي بدأ فعالياته في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ووسام فهمي فنانة تشكيلية معاصرة رائدة بدأت رحلتها مع الفن التشكيلي منذ ستينيات القرن الماضي، وتُبدي شغفا خاصًا في تقصي جماليات المعالم المحلية والشرقية وتفاعلاتها سورياليًا، ويتيح المعرض القائم نظرة بانورامية على أعمال الفنانة على مدار رحلة من الإنجاز امتدّت بها بين معارض القاهرة وباريس وبلجيكا وهولندا ومرسيليا والولايات المتحدة الأمريكية.
يقف المعرض عند محطات جغرافية مُترامية الأطراف داخل مصر، تحمل دلالات شخصية وبصرية، خاصة لدى وسام فهمي، أبرزها أسوان، والواحات الخارجة والداخلة، وسانت كاترين.
كما ترصد اللوحات شغف الفنانة بثيمة البوابات الواسعة، التي تُحيل للاتساع، وهي واحدة من مفاتيح عالم فهمي الذي يمنح أعمالها سحرًا مرتبطا بالغموض والرغبة في الاكتشاف.
وتمنح وسام فهمي بطلاتها أجنحة غير مرئية، تصل بهن لسماء لوحاتها، فبطلاتها يسبحن في الهواء وأحيانا يتكئن إلى جذع شجرة وارفة، يبحثن بين سماء وأرض عن السلام الذي تبحث عنه الفنانة في أعمالها، وتنشده عبر لمسات فُرشاتها التي لا تميل للتحرر من الحدود الجافة، وكذلك عبر انفعالات وجوه أبطالها، وحركة أجسادهن.
يعرض المعرض لوحة تعود لعام 1991 تُعبر بها الفنانة عن نظرتها لمدينة أسوان، تقع جنوبي مصر على الضفة الشرقية لنهر النيل، وهي لوحة استعارت مفاتيح المدينة الغنيّة من سماء صحوّة ونيل صافٍ ومراكب رائقة ومعالم أثرية مدموغة بحروف هيروغليفية، وجمعتهم في خطوط تكعيبية تُحاكي بها المدينة السمراء.
وتُمثل العمارة رافدًا من روافد مشروع وسام فهمي الفني، فتجد القباب والمآذن والأبواب القديمة والأعمدة حاضرة بتكوينها التشكيلي الذي يتماهى مع توظيفها لزخارف الخط العربي كحِلية تجد طريقها المُمهد في عالم الفنانة الشرقي، سواء في موضوعاتها أو ألوانها المُشتقة من الطبيعة والمباني القديمة.
وتتخذ الفنانة من الأحلام مادة للعبور إلى عالم أنقى دائما، ففي لوحاتها التي تحمل ثيمة "الحلم" يتضاعف الحضور المادي للطبيعة، بأشجارها، ونخيلها، وطيورها الحالمة، ومعه حضور روحاني يتسرب كفردوس مُصغر يُحيط ببطلات الحلم، ويستدعيه عقلهن الباطن، وتُطلقه وسام فهمي بصوفية تسبح بين مساحات اللونين الأبيض والأخضر لتحيط به عناصرها البشرية والمعمارية والنباتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق