عمان - الدستور - خالد سامح
«كذلك فلتكن بابل كما اشتهيتموها/ هذه بابل مكان سكناكم المفضل/ فاصدحوا وامرحوا في أرجائها». هذا جزء من ملحمة الخلق البابلية التي قدم بها الفنان العراقي علي آل تاجر لمعرضه المقام حاليا في جاليري دار الأندى بجبل اللويبدة، والذي أفتتح مؤخرا تحت عنوان «بابليون» بحضور حشد من نخبة الفنانين والنقاد العراقيين والأردنيين اضافة الى عدد كبير من أبناء الجالية العراقية في عمّان.«بابليون» تعني مدينة وحضارة بابل باللغة الانجليزية، تلك الحضارة العظيمة التي ألهمت المبدعين من شتى أنحاء العالم، تشكيليون وسينمائيون وشعراء وروائيون افتتنوا بذلك التاريخ العراقي المجيد الذي حمل للبشرية بذور الإبداع والابتكار والفنون المختلفة،
أما الألوان الثرية بتفاعلها داخل اللوحة، فهي أيضا تعكس طبيعة العراق جغرافيا وبشرا وثقافات ولغات ومعتقدات.تبرز المرأة كرمز انساني جمالي في لوحات المعرض، انها منذ آلاف السنين رمز الحياة والخصوبة والمحبة بالنسبة للعراقيين،وقد حظيت بمكانة مميزة في الحضارات الآشورية والبابلية والكلدانية والسومرية وصولا الى الدولة العراقية الحديثة، ففي لوحاته ذات النزعة التعبيرية الشفيفة تبرز المرأة بأعمار وملامح وخلفيات اجتماعية وطبقية وحالات عاطفية مختلفة، لكنها في النهاية تحمل روح المرأة العراقية وجمالها الداخلي والخارجي
.يقول الناقد سعد القصاب عن أعمال آل تاجر.. «ثمة حنين تخلّفه لوحات علي آل تارجر لصورة المثال الجمالي الذي تستدعيه المرأة في حضورها الواقعي والمتخيل مرة بكونها شاهدا على هذا النموذج المرتجى ومرة ثانية بوصفها ربة الجمال والحياة. لوحات تمثلت أشكال نساء يتحلين بالحيرة والتساؤل والغموض وحاضرات بوجود شكلي تصويري خاص وفريد.تجربة ابتكرت نموذجها في شكل ذات مكتملة ومستقلة تتأمل عالمها بألفة،
وفي صورة أثر جميل مصحوب بالثناء لكونه مثالا حاملا لدلالة جمالية تسعى لتأكيد مبدأها العاطفي الذي يضاهي بدوره خبرة فنان يتطلع إلى لحظة انتماء خالصة في الفن بمقدورها أن تتمثل صور هانئة عن العالم.»
حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1982، وخريج كلية الفنون في بغداد في عام 1986،
أيضاً حاصل على درجة الماجستير في عام 1992 على رسالته «الرؤية التشكيلية المعاصرة لملحمة الخلق البابلية»، وهو عضو بنقابة الفنانين العراقيين وعضو جمعية التشكيليين العراقيين. وقد عمل رساماً في مجلات عراقية كالمزمار وآفاق عربية بين عامي 1978-1984 وفي عام 1982
أنجز فيلم رسوم متحركة في التلفزيون التربوي العراقي، وله عدة بحوث ودراسات متنوعة في المجالات الفنية والشعبية والتراثية، بالإضافة إلى تصميم الملابس،
كما أقام العديد من المعارض التشكيلية منذ عام 1989م منها معرض طقوس في بغداد عام 1989 ومعرض في قاعة أجيال ببيروت عام 2000م ومعرض (أناس من أرض السواد) في الأردن، عرض بقاعة الرواق في البحرين بالإضافة إلى العديد من المعارض المشتركة داخل العراق وخارجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق